السيد الوزير المحترم، بفعل اختلالات سابقة، خاصة بتدبير الموارد البشرية بقطاع التربية الوطنية والتي أفضت إلى تسجيل خصاص مهول أصبح حينه لزاما اللجوء إلى حلول استثنائية كان على رأسها تشغيل شباب مجازين تحت مسمى أساتذة سد الخصاص. هذه الفئة كان لها دور كبير في مجابهة هذا الإشكال الذي يعود بالأصل إلى سوء التخطيط للقطاع خصوصا في المناطق الصعبة والنائية والتي تعرف ظاهرة عدم استقرار الموارد البشرية تصل إلى حد مزمن. وكان هؤلاء يشتغلون في ظروف جد صعبة وبأجر جد هزيل وغير منتظم وكانوا يباشرون العملية التعليمية من داخل الفصول وتحت إشراف الإدارة التربوية وهيأة الإشراف والمراقبة واستفادوا من الدورات التكوينية واللقاءات التربوية ومنهم من حصل على دبلومات في مجال الديداكتيك وعلوم التربية في إطار تكوينات ممتدة نظمت بالشراكة بين السلطة المختصة ومؤسسات التكوين المهني الرسمي. وقد راكموا بهذا الخصوص سنوات من التجربة وصلت إلى أربع بل اكثر بالنسبة للبعض. حتى إن منهم بدأ يؤسس لاستقراره الاجتماعي في هذا الاطار رغم صعوبة الظروف و ليفاجأوا بتوقيف هذه الالية دون تمكينهم من أي حق مكتسب مقابل الدور النبيل الذي قاموا به والتضحيات التي قدموها ورغم التجربة التي راكموها وتشهد عليها وثائق و إشهادات المشرفين على المنظومة سواء منهم المسؤولين الإداريين أو التربويين . وقد وجدوا أنفسهم مشردين تماما ومنهم من أقام أسرة صغيرة ومنهم حتى من تجاوز سن المباريات ومنهم قضى نحبه وهو يمارس هذه المهمة ولدي شواهد على هذه الحالات. ارجو ألا يواجه سؤالي من جديد بالجواب المألوف وأن يتم تظافر الجهود لإقرار مقترح ينصف هذه الفئة، وألتمس منكم هنا النظر في هذه المقترحات بهدف الخروج بصيغة مناسبة بهذا الخصوص : - إمكانية اعتماد حل سبق أن تم تطبيقه مع فئة المجندين سنة 1994 وتمثل في تنظيم مباراة خاصة بهذه الفئة باعتبارها فئة ليست خارج المنظومة التربوية اعتبارا لمنطق الواقع حيث مارست مهنة التدريس فعليا لسنوات وبشكل موثق ودرست عشرات الالاف من ابنائنا داخل فصول التعليم الرسمية. - إمكانية اعتبار الفترة التي تم قضاؤها في الممارسة الفعلية للمهنة والموثقة بالشواهد الإدارية والتقارير التربوية، اعتبارها تعادل فترة التكوين في المراكز التربوية وتخول المشاركة مباشرة في الامتحانين ، امتحان التخرج من هذه المراكز وامتحان التوظيف، أو المشاركة مباشرة في هذا الأخير دون الأول. - إمكانية اعتماد فترة تكوين خاصة بهذه الفئة والخضوع للامتحانين لاحقا . فترة تكوين يمكن أن توازي مباشرة فترة التكوين العادي بالمراكز. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم : - عن الإجراءات والتدابير التي يمكن اتخاذها بناء على هذه المقترحات و أخرى لإنصاف هذه الفئة؟