قال سليمان العمراني، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، إن الجزائر تلقت هزيمة سياسية قاسية في مواجهة المغرب، وذلك خلال اجتماع المجموعة العربية الإفريقية في إطار الدورة 11 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد خلال الفترة 20-25 يناير الجاري، حيث كان مطلوبا من هذه المجموعة يوم السبت 23 يناير أن تختار مرشحين اثنين لكل من اللجنة التنفيذية للاتحاد ولجانه الدائمة الأربع، حيث يمثل المغرب والجزائر هذه المجموعة في اللجنة التنفيذية منذ سنوات.
وأضاف العمراني، أن الوفد السوداني، أصر على الترشيح لعضوية هذه اللجنة وحرصا على التوافق وتجنب التصويت، كان لزاما على الطرفين المغربي والجزائري، أن يتنازلا، وهو ما حدَّثْت فيه شخصيا الوفد الجزائري بأن نتنازل معا عن عضوية اللجنة التنفيذية أو على الأقل عن عضوية كل واحد منا في اللجنتين الدائمتين اللتين ننتمي إليهما تيسيرا للتوافق ولإنجاح هدف الاجتماع، يقول العمراني، مشيرا إلى أن "تعنت الوفد الجزائري برفض كل مقترحاتنا وتمسكه بعضوية اللجنة التنفيذية وكذا تمسك الطرف السوداني بالترشيح لها كل ذلك أوصل المجموعة العربية الأفريقية للباب المسدود، مما أربك عمليا أشغال المجموعة وكاد أن يعصف بها بل أنذر بصعوبات ليست في صالح المؤتمر وصورته التي يرجوها خصوصا مضيفوه".
وأردف نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن الوفد المغربي تدخل ليعبر عن تقديره للمصلحة العليا للمؤتمر، ويعلن بالتالي، حسب العمراني، "تنازله عن عضوية اللجنة التنفيذية، وهو ما لقي تصفيق وترحيب القاعة وأصاب الطرف الجزائري بالحرج إلى درجة الخزي وجعلها تصغر في عيون من لم تصغر في أعينهم بعد".
وأبرز العمراني، أن هذا الموقف السامي الذي وقفه الطرف المغربي جعل المكاسب تأتي تباعا، فقد آلت إليه عضوية اللجنة السياسية مباشرة، ثم عضوية اللجنة الاقتصادية، حيث شكلت هذه الأخيرة، يوضح العمراني، "فصلا آخر من فصول المواجهة مع الطرف الجزائري، حيث ترشحنا لهما معا وتمسك الطرف المغربي بترشيحه وأمام تعنت الوفد الجزائري لم يكن بد من اللجوء للتصويت"، مضيفا أن "الجميع أبدى التعاطف والتقدير الكبيرين للموقف المغربي والتوجه نحو التصويت لفائدته ضد الجزائر، ولما أيقن وفد هذه الأخيرة بخسارته بعد انطلاق عملية التصويت تدخل هذا الأخير ليعلن سحب ترشيحه لفائدة الطرف المغربي"، وهو التنازل الذي وصفه العمراني بالمضحك "لأنه لم يصدر عن قناعة بل التجأ إليه اضطرارا".
وتابع العمراني، أن هزيمة الجزائر جاءت تباعا، فبعد هزيمته أمام الوفد المغربي تلحقه هزيمة أخرى أمام الوفد الموريتاني، حيث ترشح الوفدان لعضوية لجنة حقوق الإنسان والمرأة والأسرة، وأمام إصرار الجزائريين على عدم التنازل اضطر المؤتمرون للتصويت الذي آلت نتيجته للطرف الموريتاني.
إلى ذلك أشار العمراني، إلى أن الجزائر خسرت خسارة سياسية في مقابل الانتصار الكبير للمغرب، متسائلا: هل يتعظ الإخوة الجزائريون بهذا الذي وقع ومثله وأكثر منه يقع في محافل عديدة أم أنه ستصدق عليهم المقولة "ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار؟".
وكحصيلة نهائية، يقول المتحدث، ظفر المغرب بلجنتين دائمتين فضلا عن لجنة فلسطين، حيث انتخب لعضوية هذه اللجنة الأخيرة النائب سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كما انتخب لعضوية اللجنة السياسية المستشار عبد الإله الحلوطي، نائب رئيس مجلس المستشارين وعضو فريق حزب العدالة والتنمية بهذا المجلس كما انتخب النائب عبد الله البقالي لعضوية اللجنة الاقتصادية.